من هنا نبدأ وفى الجنة نلتقي بإذن الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم يا مصلح الصالحين
أصلح فساد قلوبنا واستر في الدنيا والآخرة عيوبنا .
واغفر بعفوك ورحمتك ذنوبنا
وارحم في موقف العرض عليك ذل مقامنا .
يا رب .. يا رب عفوك .. لا تأخذنا بزلاتنا . واغفر يا رب ذنباً قد جنيناه .
أحبتي في الله
إن تجد عيباً فسد الخللا *** جل من لا عيب فيه وعلا
أخي الحبيب .. أختي الغالية
الإنسان قد يولد مرة واحدة وقد يولد مرتين
نعم ... يولد مرتين !!!
أما الميلاد الأول .. يوم أن يخرج من ظلمات رحم أمه إلى نور الدنيا ..
وذلك ميلاد يشترك فيه كل البشر .. المسلمون والكفار .. الأبرار والفجار .
بل وتشترك فيه الحيوانات أيضا .
أما الميلاد الثاني .. فهو يوم يخرج من ظلمات المعصية إلى نور الطاعة ..
وهذا الميلاد خاص بمن وفقه الله من البشر لطريق الهداية ومسلك الاستقامة .
وقد صور الله عز وجل هذا الميلاد بقوله :
( أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ
لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) . الأنعام - 122
انه ميلاد لا يتقيد بعمر .. وقد تولد في أي عمر .. وهنيئاً لك إن لم يسبق الموت ميلادك هذا .
ابـن آدم
ولدتك أمك يا ابن آدم باكيا *** والناس حولك يضحكون سرورا
فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا *** في يوم موتك ضاحكا مسـرورا
إنه ميلاد ليس له سبب معين .. ولكنه شيء يهز نفسك هزا .
شيء يشعرك بأنك ما خلقت عبثا ولن تترك سدًى ولا هملا .
نعم هو هزة .. فاستيقاظ من غفلة .. فمحاسبة للنفس .. فدمعة على الخد .. فسجـود لله من ذلك العبد .. فثبات .. نسأل الله الثبات .. حتى يدخلنا ربنا برحمته جنة عرضها كعرض والسماوات والأرض .
ولكن ..!!!
هذا الميلاد لا يولده أي إنسان ..
إنما يولده - بعد توفيق الله - مع أخذ بالأسباب . وقد تأتيه لأسباب ... قد يكون كافرا فيسلم .. وقد يكون مسلماً مبتعداً عن الله فيعـود إلى الله .... ويكون مستقيماً فيجدد الميلاد .
فلا إله إلا الله ما ألذه من ميلاد .. ذلك الميلاد ..
ولا إله إلا الله ما أسعده من مولود .. ذلك المولود ..
ولا إله إلا الله ما أفضلها من أيام .. تلك الأيام ..
يوم يتمرد الإنسان عن الانقياد للشيطان ..
يوم يرتبط الإنسان بالله الواحد الديان ..
يوم يذوق الإنسان حلاوة الإيمان ..
يوم تَذرف بالدموع العينان ..
يوم يلهج بذكر الله اللسان ..
يوم تتنزه الآذنان عن سماع المعازف والألحان ومزمار الشيطان
وتستبدله بكلام الواحد المنان .
أخي وأختي في الله :
يا من خلقك ربك فسواك .. وهو الذي رزقك وكساك .. وأطعمك وسقاك .. ومن كل خير سألته أعطاك .. ومع ذلك عصيت وما شكرت .. وأذنبت وما استغفرت ..
تنتقل من معصية إلى معصية .. ومن ذنب إلى ذنب .. كأنك ستخلد في هذه الدنيا ولن تموت ..
تبارز الله بالمعاصي والذنوب .. غافلاً ساهياً عن علام الغيوب ..
فليت شعري .. متى تتوب .. متى تتوب ؟!!!
أتتوب عند هجوم هادم اللذات ؟؟
أتتوب عند الممات ؟؟
وهل تظن ذلك يقبل منك في تلك اللحظات ؟!!!
استمع إلى مَن انعم عليك وهو يتحدث عن أولئك الذين بارزوه بالذنوب والمعاصي ..
ولم يخشوا يوما يؤخذ فيه بالأقدام والنواصي ..
انظر ماذا يقول الله عنهم
( حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ )
لماذا تتمنى الرجعة يا هذا ؟
( لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ )
( كَلاَّ )
نعم
كلا فقد أمهلناك ..
كلا فقد تركناك ..
فتماديت .. وما رجعت وما باليت ..
( كَلاّ )
فقد انتهى الوقت ....
( كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )
يا معشر العاصين جود واسع *** عند الإله لمن يتوب ويندما
يا أيها العبد المسيء إلى متى *** تفني زمانك في عسى ولربما
بادر إلى مولاك يا من عمره *** قد ضاع في عصيانه وتصرما
واسأله توفيقاً وعفواً ثم قل *** يا رب بصرني وزل عني العما
عجل قبل :
( أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ) .
طابت لكم الأيام والليالي وأسكنكم الله في المقامـ العالي .
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق